لم يعد مهدي بنعطية مجرد لاعب ناجح بالنسبة للمغاربة، بل بات أشبه ببقعة ضوء يستمد منها أبناء وطنه جرعة من الأمل، ويرون فيه مستقبلا مشرقا للساحرة المستديرة، بعدما عانوا لسنوات من "جفاف كروي" أفقدهم الثقة في منتخبهم، بسبب نتائجه المخيبة للآمال".
وأضحى مهدي، أو "الكابيتان" كما يحب أن يلقبه عشاقه، مفخرة المغرب كرويا، ونموذجا متألقا لجيل من الشباب صغير السن، وبحمله لقميص "باييرن ميونيخ" كأول عربي يدافع عن ألوان النادي البافاري، تمكن مهدي من ضخ دماء مغربية وسط أحد أعرق الفرق وأقواها عالميا.
"هسبورت" رافقت بنعطية خلال مباراة ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بملعب "إليانز أرينا" بميونخ، ورصدت ارتساماته حول خروج فريقه من المنافسة، وحاورته في العديد من المواضيع التي أثارت الجدل بشأنه هذا الموسم.
بين البايرن والمنتخب
وقال بنعطية في الحوار، بخصوص مستوى فريقه هذا الموسم، إن اللاعبين قاموا ما بوسعهم فعله، قصد التأهل للمباراة النهاية من دوري الأبطال، لكن لم يُكتب ذلك"، مضيفا أن "المهم أنه لم يخرج الفريق من هذا الموسم بدون ألقاب، بل حصدنا "البوندسليغ" وتُوّجنا أبطالا لألمانيا".
وجوابا على سؤال حول مدى رضاه عن نفسه داخل الفريق الألماني، أورد اللاعب بأنه يعيش حاليا عامه الأول مع النادي، لذا يشعر أنه مازال الوقت مبكر لوضع التقييم، لكنه يسعى دائما ليكون الحلقة المكملة للمجموعة"، مبرزا أنه "يقدم النفع والإضافة المطلوبة للنادي".
وأكد بنعطية أن المركز الذي اختاراه له المدرب الاسباني مناسب، وبأنه يحاول التأقلم بشكل سريع، فالمدرب يرغب دائما في إحداث تغيرات في مراكز اللاعبين"، مضيفا أنه موجود من أجل تقديم الأحسن للفريق، ما يعني أنه يلزمنه التواجد في المكان الذي يراه غوارديولا مناسب".
وردا على سؤال هسبورت بشأن حظوظ المنتخب المغربي للتأهل إلى كأس أمم إفريقيا، أجاب اللاعب الدولي بالقول "الحمد لله أولا لأننا خرجنا من نفق عقوبات الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، وبات بمقدورنا أن نطمح نحو اللقب الإفريقي" وفق تعبيره.
وتابع بنعطية "منتخبنا يملك جيلا من الشباب الممارسين في خيرة الأندية، وطاقات هائلة، لن نحرق المراحل ونقول إننا سنتوج باللقب، لكن سنسير بثبات في البداية نحو التأهل، وسنبذل كل ما في وسعنا للتتويج بـ"الكان"، لأننا نملك عناصر جيدة يمكنها صناعة المجد الكروي للمغرب.
العلاقة مع خرجة
ونفى بنعطية، في ذات الحوار، وجود أي مشكل مع الحسين خرجة بعد عودته إلى صفوف المنتخب المغربي، وقال "لا وجود لأية مشكلة، خرجة أخي الكبير، وأسعدتني كثيرا عودته من جديد للمنتخب، وجميع المحيطين بي يعرفون موقفي بخصوص هذه المسألة".
واسترسل "الكابيتان" بالقول إنه "حال معرفته بعودة خرجة للمنتخب، جلس مع بادو زاكي، وتنازلت بكل طواعية عن شارة العمادة لأخي الأكبر، وقلت للناخب الوطني إنه لا يمكنني التقدم أمام لاعب لطالما كان هو القائد، وأكن الاحترام الكبير لمساره المهني".
وشدد بنعطية على أنه لا يحب لعب دور "الباطرون" أمام زملائه، كما يسوق الإعلام، نافيا أن يكون حاد الطباع، أو بأنه يصرخ كثيرا"، مؤكدا على أنه "لا يحتاج شارة العمادة لتقديم النصائح لأصدقائه في المنتخب، ومع وجود حسين سيكمل ما فعله، لأنه من واجبه".
وأكمل اللاعب حديثه "عودة خرجة وجدت ترحيبا من طرف الجميع، فالطبيعي هو أن يكون خرجة قائد المنتخب المغربي، وليس شخصا آخر، بمن فيهم أنا، والأكثر من ذلك أن كل العناصر ستستفيد من خبرته، وبالتحديد في منافسة كأس أمم إفريقيا نظرا لتجربته الطويلة".
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire